علاج أمراض القولون العصبي

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى متلازمة القولون العصبي والتي تؤثر معاً على مريض معين، قد يكون هناك عنصر مهيمن أكثر والذي يشكل المحفز لتطور هذه المتلازمة. وقد أظهرت الدراسات وجود تغيير في الاتصال العصبي والهرموني الذي يربط بين الدماغ والجهاز الهضمي وبين الجهاز الهضمي والدماغ، وقد تكون أسباب التغيير وراثية أو بيئية أو نفسية.    الأسباب
  • اضطراب في الحركة المعوية، إذ تظهر على المصاب مجموعة متنوعة من الاضطرابات الحركية في القولون والأمعاء الدقيقة، مثل الإسهال أو الإمساك.
  • زيادة في الشعور بالألم الصادر عن جدار القولون، مع شعور بالضغط منخفض نسبياً، قد لا يسبب لدى الغالبية العظمى من الناس الشعور بالألم.
  • امتلاء المستقيم أو أجزاء أخرى من القولون بكميات صغيرة نسبياً من البراز، مما يشكل ضغط غاز منخفض نسبياً قد يسبب ألم البطن والحاجة للتغوط بشكل متكرر.
  • الأسباب النفسية الاجتماعية، فأكثر من نصف مرضى القولون العصبي يعانون بالأصل من مشكلات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، هذه المشاكل قد تؤثر على تحفيز شعور المريض بالألم.
  الأعراض متلازمة القولون العصبي هي مشكلة مزمنة، حيث تبدأ أعراض القولون العصبي عادة في أواخر سنوات المراهقة وتستمر حتى العشرينات. مدة ظهور الأعراض قبل تشخيص المتلازمة – ثلاثة أشهر على الأقل. يتم التشخيص بعد تقييم الأعراض وفقاً لمعايير معينة وبعد نفى وجود مشكلة عضوية. من أعراض القولون الشائعة أن المريض عادة ما يعاني من آلام تشنجية في أسفل البطن، تتميز هذه الآلام بما يلي:
  • الألم يخف بعد التغوط
  • الألم يزيد عند وجود ضغط وتوتر نفسي وبعد نحو ساعة إلى ساعتين من تناول الطعام
  • الألم عادة لا يظهر في الليل
  • المرضى يعانون من الإمساك أو الإسهال، وأحياناً من كلا المشكلتين معاً
  • العديد من المرضى يعانون من البراز القاسي في الصباح يليه براز لين أكثر، وغالباً ما ترافقه إفرازات مخاطية
  • شكوى شائعة أخرى هي الشعور بالانتفاخ في منطقة البطن
حدة أعراض القولون ووتيرتها تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن تتراوح بين أعراض خفيفة جداً لا تؤثر على مسار الحياة الروتينية، وأعراض حادة ومتكررة تضر بجودة الحياة. ملاحظة هامة: النزيف من فتحة الشرج وفقدان الوزن والاسهال الليلي والحمى ليست أعراضاً لتشخيص متلازمة القولون العصبي وتتطلب علاجاً مختلفاً وتقييماً طبياً موجهاً.     تشخيص أمراض القولون يمكن تحديد التشخيص لدى المريض عندما تستمر الشكاوى لفترات طويلة وتلبي المعايير المذكورة أدناه. يتم التشخيص على مراحل عدة، كما يلي:
  • في المرحلة الأولى يقوم الطبيب بتقييم طبيعة الشكاوى ومدتها والأمراض السابقة والتاريخ الطبي والاستخدام الدائم للأدوية والعادات التي تشمل النظام الغذائي والتدخين والكحول والجنس.
  • في وقت لاحق يخضع المريض لفحص بدني شامل.
  • بعد ذلك، يوصي الطبيب وفقاً للمعطيات بإجراء الاختبارات المعملية المختلفة مثل تعداد الدم وفحوصات الدم الكيميائية ووظائف الغدة الدرقية واختبارات مصلية مختلفة واختبارات البراز.
  • اعتماداً على نتائج التحقيق الأولي يقرر الطبيب بشأن الحاجة إلى إجراء اختبارات مساعدة إضافية مثل فحص حساسية اللاكتوز والتنظير وغير ذلك.
العلاج من أجل الحد من حدة المتلازمة وتخفيف أعراض القولون يجب الدمج بين النظام الغذائي السليم والمناسب، والتغيرات في الحياة اليومية والعلاج الدوائي إذا لزم الأمر. وهذه أهم العلاجات المتبعة:
  • العلاج الغذائي من المستحسن التوجه لأخصائي التغذية ووضع قائمة غذائية مناسبة مع فحص الاحتمالات المختلفة وتأثير الأطعمة المختلفة على ظهور الأعراض
  • حساسية اللاكتوز العديد من المرضى يعانون من سوء امتصاص اللاكتوز أو السوربيتول، ونقص امتصاص هذه المكونات قد يؤدي للشعور بالانتفاخ والغازات والإسهال. يوجد اللاكتوز في منتجات الألبان بينما السوربيتول موجود في العديد من منتجات الحمية الغذائية، ويُستخدم كمحلّي اصطناعي. يُنصح بمحاولة تجنّب هذه المنتجات لفترة تجريبية لفحص ما إذا كان سيحدث تغيير في الأعراض أثناء تغيير النظام الغذائي. يمكن إجراء اختبار لتقييم وجود عدم تحمل اللاكتوز، وإذا وجد بالفعل عدم تحمل للاكتوز فيمكن الاستمرار في تناول منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز أو استخدام الإنزيمات الهضمية.
  • أغذية أخرى يجب تجنبها هنالك مجموعة أخرى من المنتجات الغذائية التي تسبب الشعور بالغازات والانتفاخ لدى الكثير من الناس. وتشمل الأطعمة التالية:
* الفاصوليا * الملفوف * البصل الطازج * العنب * التمر * الزبيب * القهوة (الكافيين) * النبيذ الأحمر يمكن محاولة تجنب تناول المنتجات الغذائية المختلفة لفترات قصيرة ومحاولة عزل عامل محدد والذي قد يكون لدى شخص معين هو العامل المهيمن بتأثيره السلبي. ما هي التوصيات؟ 1- الحمية الغذائية الصحية
  • اتباع حمية غنية بالألياف (بين 20-30 غرام يومياً)، والألياف الغذائية تساعد على منع الإمساك، ولكنها قد تزيد حدة الإسهال والغازات، لذا يفضل تناولها بكميات صغيرة ثم زيادة الجرعة تدريجياً.
  • زيادة الشرب وبالأخص الماء، وينبغي شرب 8-10 أكواب من السوائل يومياً. لا يُنصح بشرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المشروبات الغازية.
  • استشارة الطبيب، حيث من المهم التأكيد على أنه قبل إجراء أي تغييرات في النظام الغذائي يجب استشارة الطبيب وأخصائي التغذية.
2- تغيير نمط الحياة
  •  تناول وجبات منتظمة وثابتة، لأن الوجبات الصغيرة المتعددة على مدار اليوم قد تخفف من الإسهال، والوجبات الكبيرة والغنية بالألياف تخفف من أعراض الإمساك.
  •  ممارسة النشاط البدني بانتظام، ولك لتنظيم نشاط الأمعاء وكذلك لتخفيف التوتر النفسي.
  •  تجنب التوتر النفسي قدر الإمكان، وإذا كان التوتر قائماً بالفعل فيجب محاولة علاجه بواسطة العلاج النفسي وعلاجات الاسترخاء المختلفة أو علاج ردود الفعل الحيوية.
3- العلاج الدوائي إذا كانت الحمية الغذائية وتغيير نمط الحياة ليسا كافيين، فأحياناً تكون هناك حاجة للعلاج الدوائي. العلاج الموصى به يتغير تبعا لأعراض المرض:
  • مضاد للتشنجات: في حالات تشنج القولون يُعطى علاج دوائي مضاد للتشنجات والذي يؤخذ في موعد قريب من تناول الوجبة.
  • مضادات الإسهال: في حالات الإسهال تُعطى أدوية مضادة للإسهال.
  • دواء يحفّز نشاط القولون: في حالات الإمساك يُعطى علاج بالألياف الغذائية، وإذا لم يساعد هذا العلاج فقد تمت الموافقة مؤخراً في بعض الدول على استخدام دواء يسمى زلمك والذي يحفّز نشاط القولون.
  • مضادات الاكتئاب: إذا كان المريض يعاني أيضاً من القلق أو الاكتئاب، فالعلاج بمضادات الاكتئاب يخفف بشكل ملحوظ من الأعراض.
إذا كنت تريد استشارة طبية من قسم الطب الباطني, قم بزيارة الطبيب في عيادات تالة، شارع البترجي

د. صفا علام

أخصائي الطب الباطني