نقص هرمون النمو قد يجعل طفلك أقصر من المعدل الطبيعي للطول
نقص هرمون النمو قد يجعل طفلك أقصر من المعدل الطبيعي للطول .النمو هو عبارة عن عملية تغيير وتزايد في حجم وطول الجسم, ويحتاج النمو الطبيعي إلى تضافر عوامل هامة منها وجود جينات سليمة وتغذية متوازنة واستقرار نفسي وخلو من الأمراض.
يبدأ النمو من فترة ما قبل الولادة أثناء الحمل ويستمر حتى انتهاء فترة البلوغ ويقدر الطول الطبيعي للمولود (50 سم) ويتضاعف إلى (100 سم) مع بلوغه العام الرابع و(150 سم) عند بلوغه 13 عاماً وينمو بمعدل 5 سم سنوياً بين3 اعوام الى 21 عاما. يعاني ما يقارب 5% من الناس في جميع المراحل العمريه من قصر القامة ويحدد قصر القامة لدى الأطفال مقارنة بالأطفال المحيطيين بهم وهناك جداول بيانات لتحديد النمو الجسدي وكثير من الأطباء يستعينوا بتلك الجداول البيانية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية للنمو الطبيعي كما أن هناك جداول بيانية خاصة ببعض الدول عموماً عند الاشتباه بأن نمو الطفل ليس طبيعياً.
نقص هرمون النمو قد يجعل طفلك أقصر من المعدل الطبيعي للطول
ينبغي زيارة الطبيب الذي سيحدد الوزن والطول الصحيح للطفل ويضعه على الجدول البياني فإذا وجد أن الطول أقل من 5% على الرسم البياني أو أن سرعة النمو بطيئة أقل من 5 سم في العام فعلى الطبيب البدء في تقصي الأسباب أو إحالة المريض لطبيب مختص. فهل طفلك .. قصير أم طويل ؟ وهل هو لا ينمو مثل إخوته وأصدقاء؟ هل هناك أدوية تساعد على نموه؟
هذه عينة من الأسئلة التي يسألها طبيب الأطفال وبالذات المتخصص في مجال الغدد. الأجوبة عديد والشرح معقد, وللتبسيط, النمو ينقسم لقسمين:
النمو الطولي: وهذا يعتمد اعتمادًا كليًا على الهرمونات والنمو الوزني- أي نقص الوزن أو زيادته وهذا لا تدخل فيه الهرمونات إلا بنسبة طفيفة جداً وأقل من 53%، لذا يجب معرفة إذا ما كان الطفل يعاني من نقص في النمو الطولي أو في الوزن قبل أي إجراءات
الأسباب التي تؤدي لقصر القامه ما يلي:
العوامل الوراثية:
أي أن العائلة أو فرعًا من العائلة يعاني من قصر القامة وهذه تنتقل إلى الأبناء والأحفاد.
قصر القامة الذاتي: وهو التأخر في النمو الطولي في السنوات الأولى، ومع بداية البلوغ تبدأ عجلة النمو بالتسارع فيصل الطفل للطول الطبيعي في النهاية و التحاليل المخبرية في كلتا الحالتية سليمة 100%.
وجود أمراض مزمنة عند الطفل: كالروماتيزم والالتهابات المزمنة والكساح وفقر الدم بأنواعه وأمراض الكبد والكلى. إضافة إلى الاختلال في عملية الامتصاص في الجهاز الهضمي وأنواعها كثيرة.
اختلال في وظائف الغدد الصماء: ابتداء من الغدة النخامية في الرأس والتي تعدّ “القائد” لوظائف الجسم الحيوية؛ تفرز بتحفيز من الهايبوثلامس) ستة هرمونات من الفص الأمامي واثنان من الفص الخلف) .عدم استجابة خلايا الجسم لهرمون النمو المفرز من قبل الغدة النخامية: نظراً لاعتلال المستقبلات الخاصة باستقبال هرمون النمو في خلايا الكبد التي تؤدي بدورها لإفراز الهرمون IGF1 وهو هرمون النمو والذي يؤدي إلى نمو العظام والأجزاء الأخرى من الجسم، وهو )ما يسمى بمتلازمة لارون (Laron
خلل العظام:
قد يكون كل ما تحدثنا عنه سابقاً من إفرازات واستقبالات الهرمونات تعمل بطريقة طبعية ولكن الخلل في
العظام، فأطراف العظام التي تنمو مع الزمن وتحت تأثير الهرمونات الموضحة أعلاه لا تستجيب مهما كان هناك من هرمونات، وهذا يؤدي إلى قصر شديد في العظام وخاصة الأطراف (الأرجل، والذراعين) وتسمى قصور العظام الوراثي، وهذه الحالات من أصعب الحالات علاجًا.
اكتشاف قصر القامة :
واكتشاف قصر القامة يكون من ملاحظة الوالدين لحجم طفلهم حينما يكون أقل من أقرانه, او من خلال زيارة طبيب الأطفال للكشف العام فيكتشف الطبيب أن طول الطفل أقل من المعدل العام لعمره. ومن هنا تأتي أهمية الزيارات المستمرة للطبيب في سن الطفولة، فمن الممكن اكتشاف بعض الأمراض مثل أمراض الغدد، التي لا توجد لها أعراض ملفتة للنظر.وعندما يثبت أن الطفل قصير القامة تجرى الفحوصات المبدئية والتي هي عبارة عن تحاليل مخبرية لوظائف الكبد والكلى وبعض الهرمونات وعمل
أشعة للعمر العظمي وأشعة للرأس لمعرفة حجم الغدة النخامية وما إذا كانت سليمة أم لا، ثم يعاين المريض إذا كانت حالته مستقرة بعد 4- 6 أشهر في العيادة نفسها, ويقاس طوله ووزنه وكذلك نسبة زيادة نموه في الأشهر الماضية، وهذه قد تكون أهم نقطة وغالباً ما يختلف نمو الأطفال حسب السنة:
• من السنة الأولى للسنة الرابعة 10- 12سم / السنة.
• من السنة الرابعة إلى السنة الثانية عشرة 4- 6سم/ السنة.
• ما بعد السنة الثانية عشرة حتى البلوغ 8 -10سم/السنة.
هذا هو المتوسط، ولا يعني أن هذه الأرقام دقيقة ولكن تعطي الانطباع عن معدل الطول في هذه الأعمار. وإذا كانت زيادة الطول أقل بكثير، فإن المريض قد يحتاج إلى أن يخضع لتحاليل هرمونات أكثر دقة لمعرفة نسبة هرمون النمو وهرمون الغدة الدرقية و وهذه عبارة عن تحاليل ديناميكية يخضع لها المريض في
المستشفى تحت إشراف استشاري الغدد والنمو.
العلاج
بعد استكمال التحاليل والأشعة يمكن للطبيب تصنيف حالة المريض إذا ما كان السبب راجعًا لنقص في
الهرمونات أو قصور في العظام أو قصور في أحد أجهزة الجسم الأخرى، وبحسب هذا التصنيف يمكن
علاج المسببات، فإذا كان هناك أمراض مزمنة فيجب السيطرة عليها، مثل الربو، الروماتيزم.. الخ. إضافة لتخفيف العلاجات التي تؤدي لإعاقة النمو مثل (الكورتيزونات) سواء حبوب أو بخاخات،
وإذا كان هناك نقص في الهرمونات فيجب المبادرة بالعلاج بإعطاء هرمون الغدة الدرقية (الثايروكسين)، أو الغدة جار
كلوية أو هرمون الكورتيزون. و أهم هرمونات هو هرمون النمو وهذا الهرمون يعطى عن طريق الإبر تحت الجلد من – 7 مرات 6مرات في الأسبوع بكميات تتناسب مع وزن وطول المريض وليس له أعراض جانبية، والنتائج ممتازة جداً في السنين الأولى من تعاطي الهرمون، ولكن يجب المتابعة المستمرة من قبل الطبيب المعالج على الأقل كل 3 الى 4 شهور لمعرفة نسبة النمو وما اذا كان هناك أعراض جانبية للعلاج أم لا.
والهرمون المستخدم هذه الأيام هو هرمون مصنع عبر طريق الهندسة الوراثية وبالتالي هو تقريبا مثل
الهرمون الطبيعي الذي يفرز من جسم الإنسان ويعمل هذا الهرمون على بناء الغضاريف الموجودة في
نهاية العظام, وبالتالي يزداد طول الطفل بمعدل طبيعي كأنه لا يعاني من نقص بهرمون النمو.
استخدام هرمون النمو ضروري جداً، وليست له مضاعفات خطيرة .
وبدون علاج هرمون النمو يعجز الطفل أو الطفلة لبلوغ الهدف المتوقع من الطول لديهم، لذلك يجب عدم
التردد في استخدام علاج هرمون النمو في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان
علاج الهرمون في وقت مبكر كلما كانت النتنائج أفضل من استخدامه بعد فترة البلوغ .
ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفاً في نمو طفلهم أو طفلتهم يبادرون سريعا إلى الطبيب المتخص لفحص هرمون النمو لديهم وعمل التحليل المطلوب لتفادي التأخر في أخذ العلاج ، مع التنويه أن علاج
هرمون النمو لا يتوفر إلا عن طريق الإبر تحت الجلد وتكون بشكل يومي خلال الأسبوع.