سلس البول
سلس البول
سلس البول هو تسرب البول لا إرادياً . رغم إمكان التخلص من هذه المشكلة أو تحسينها في 90% ممن يعانونها، إلا أن واحدا فقط من كل أربعة من المرضى يطلب العون من الأطباء.
كثير من المرضى يذعنون لارتداء حفاضات للكبار أو فوط صحية لأنهم يعتقدون أن سلس البول هو جزء طبيعي من مرحلة الشيخوخة.
الشيخوخة في حقيقة الأمر لا تسبب سلس البول ولكنها يمكن أن تسهم فيه. فكلما تقدمت في السن أصبحت تشنجات المثانة أكثر شيوعا .
هناك مرضى آخرون لا يكاشفون الأطباء بمشكلتهم لأنهم يشعرون بالحرج أو يخشون التعرض لاختبارات اختراقية أو للجراحة.
إن فهمك للجهاز البولي ولعملية التبول الطبيعية يمكن أن يعينك على فهم مشكلة سلس البول. ففي الرجال، يمكن أن تسد البروستاتا المتضخمة تدفق البول، مما يسبب تراكم كميات كبيرة من البول في المثانة، فتتسرب لا إرادياً .
أما في النساء، فقد تصاب العضلة العاصرة البولية بالضعف نتيجة لتلفها أثناء الولادة (المخاض) أو بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد سن انقطاع الطمث.
كثير من العقاقير الشائعة وتشمل بعض المهدئات ومدرات البول ومضادات الاكتئاب والمسكنات المخدرة، ومعوقات مستقبلات ألفا والأقراص المنومة وأقراص علاج البرد التي تصرف بدون تذكرة طبية، يمكن أيضا أن تسبب احتجاز البول أو تسربه (أو الاثنين معا).
الأنواع الرئيسية لسلس البول
سلس البول التوتري
يتميز بتسرب كمية ضئيلة من البول عندما تسعل أو تعطس أو ترفع جسماً ثقيلا أو تمارس مجهودا بدنيا أو تفعل أي شيء يفرض ضغطا على مثانتك. سلس البول التوتري يكون أكثر شيوعاً في النساء بعد الولادة وفي الرجال بعد جراحة للبروستاتا . وهو أكثر أنواع سلس البول شيوعاً في النساء تحت سن الستين.
سلسل البول الإلحاحي
يحدث عندما تصاب المثانة بتشنج ، فهي تنقبض فجأة فتطرد البول دون سابق إنذار أو بقليل منه. هذا النوع من سلس البول يكون أكثر شيوعا في الرجال والنساء فوق سن الستين.
سلس البول الفيضي
هو أقل شيوعاً بكثير ولكنه يمكن أن يحدث في الرجال الذين يعانون تضخم البروستاتا أو في النساء إثر جراحة بالحوض. فنتيجة للانسداد الجزئي، لا تتمكن المثانة من التفريغ التام، وقد يقطع البول بشكل متكرر. وقد يحدث أيضاً عندما تصبح المثانة شديدة الضعف بسبب مشكلات عصبية.
سلس البول العامر
يتسبب عن حالة مؤقتة أو متقلبة تغيرها وتحدث غالباً في الأشخاص الذين تعدوا الخامسة والستين. العوامل التي غالبا ما تسبب سلس البول العابر هي انخفاض مستويات الإستروجين، بعض الأدوية (مثل المهدئات ومعوقات قناة الكالسيوم)، الهذيان ، عدوى القناة البولية، شرب كميات كبيرة من السوائل، تناول مشروبات مدرة للبول (مثل القهوة أو الكحول)، هبوط القلب ، تعذر الذهاب إلى المرحاض عندما تلح الحاجة إلى التبول، وانحشار البراز.
خيارات العلاج
إذا ما كنت تعاني سلس البول، فاذهب إلى الطبيب. اتخذ دفترا لليوميات وسجل فيه ما لا يقل عن ثلاثة أيام من التبول المعتاد. لاحظ متى يحدث سلس البول وماذا كنت تفعل أثناء ذلك، وماذا يجعل المشكلة تسوء، وماذا يجعلها تتحسن.
بعد أن يطلع الطبيب على تاريخك المرضي ليستبعد الأسباب الأخرى المحتملة، فسوف يجري لك فحصا للجهاز التناسلي. قد يجري أيضا اختبارات بسيطة لانعكاساتك العصبية وقوتك العضلية وللمشي . قد يفحص الطبيب حالة المثانة ليرى ما إذا كانت ممتلئة بشكل غير عادي، مما قد يشير إلى عدم قدرتك على تفريغ مثانتك بشكل كامل.
بعض الأشخاص يحتاج إلى اختبارات أكثر تعقيدا ، وتشمل اختبارات لقياس تدفق البول واكتشاف تشنجات المثانة.
يتفاوت علاج سلس البول تبعا لنوعه وسببه. ومن الضروري علاج أية حالة مسببة أولا.
تخفيف سلس البول التوتري في 50% إلى 75% من النساء بما يلي:
– أداء التمارين التي تقوي العاصرة البولية مثل تمارين كيجل.
– تعلم التغذية الحيوية المرتدة لمساعدتك في العمل على انقباض العضلات الصحيحة.
– الاحتفاظ بأدوات خاصة على شكل مخاريط لها أوزان داخل المهبل لتقوية عضلات الحوض.
– إدخال حشوة خاصة أو فرزجة مهبلية أثناء ممارسة التمارين لمنع تسرب البول، فهذه الأدوات تضغط على جدار المهبل فتضغط بالتالي على الإحليل لتغلقه.
– تناول عقاقير مثل فينيل بروبانولامين أو سودوإفدرين لزيادة قدرة العاصرة البولية على الانقباض (وهذا يفيد 20% إلى 60% من النساء). هذه العقاقير يجب ألا تستخدم دون استشارة الطبيب خاصة إذا كنت تعانين مرضا بالقلب أو تجاوزت سن الخامسة والستين.
– استعمال كريم إستروجين عن طريق المهبل أو تناول هرمونات عن طريق الفم (وهذا في حالة ما إذا كنت قد دخلت في مرحلة انقطاع الطمث)، وهذه المستحضرات يمكن أن تزيد قدرة العاصرة البولية على البقاء مغلقة.
– زرع الكولا جين. فى هذا الإجراء يتم حقن مادة الكولاجين المنقاة المأخوذة من البقر حول العاصرة البولية. يقوم الجسم بتكسير أو تحليل الكولا جين لتكوين نسيج ندبي (تليفي) يدعم عضلات العاصرة. تعطى هذه الحقن في مكتب (عيادة) الطبيب وتحتاج عادة إلى تكرارها مرة أو مرتين. حوالي نصف عدد النساء اللاتي تجرى لهن هذه الطريقة تتحسن أعراضهن، غير أنها أقل نجاحاً في الرجال.
– إجراء جراحة لتقوية عضلات الحوض أو لرفع المثانة إلى أعلى (وهذا إذا لم تفلح العلاجات المذكورة أعلاه). كثير من الجراحات تحتاج فقط إلى شق صغير في البطن، بينما تجرى جراحات أخرى عن طريق المهبل.
يمكن المساعدة في علاج سلس البول الإلحاحي بإعادة تدريب المثانة وهو الإجراء الذي يمكن أن يحسن هذه الحالة المرضية فيما يصل إلى 75% من الأشخاص الذين يعانونها .
إعادة تدريب المثانة تتضمن زيادة القدرة التخزينية للمثانة عن طريق تعلم تثبيط الحوافز والإلحاحات المفاجئة، وإطالة الفترة ما بين مرات التبول، بدءاً من ساعة إلى ساعتين، لتزيد تدريجياً حتى تصل إلى 3 أو 4 ساعات. هناك طريقة أخرى وهي التبول على أساس جدولزمني يتم إعداده خصيصاً .
أكثر العقاقير فاعلية في علاج سلس البول الإلحاحي هي أوكسي بيوتينين وبروبانثيلين، وتولتيرودين وبعض مضادات الاكتئاب غير متجانسة التركيب الحلقي. لكن يعيب هذه العقاقير كثرة حدوث الآثار الجانبية مثل جفاف الفم.
ويمكن عن طريق العقاقير تحسين أعراض سلس البول الإلحاحي فيما يصل إلى نصف عدد المرضى، وبالفعل يتم باستخدام العقاقير شفاء سلس البول الإلحاحي فيما يصل إلى ثلث عدد المرضى.
قد تتحسن حالة سلس البول الفيضي بتناول عقاقير من معوقات ألفا وهي برازوسين أو تيرازوسين أو دوكسازوسين إذا كانت المشكلة هي تضخم البروستاتا . هذه العقاقير تستخدم غالبا لعلاج ضغط الدم المرتفع. ويمكنها أيضا أن تساعد على إرخاء العضلة العاصرة الإحليلية والألياف العضلية بالبروستاتا مما يقلل الاحتجاز البولي وقابلية تسريب البول.
أخيراً توجد أجهزة شخصية تساعد على حفز النشاط المتناسق للمثانة، وهي تستخدم حالياً وتتطور باستمرار. هذه الأجهزة تنفع بعض المرضى الذين لم يحصلوا على التفريج الكافي باستخدام الأدوية.