السيطرة على الغضب
السيطرة على الغضب
الغضبُ هو انفعالٌ طبيعي وصحِّي. ولكن يمكن أن يكونَ التعاملُ مع الغضب مشكلةً بالنسبة لكثير من الناس، الذين يجدون صعوبةً في إبقاء غضبهم تحت السيطرة.
في دراسةٍ حديثة لمؤسَّسة الصحَّة النفسية Mental Health Foundation، قال 28٪ من البالغين إنَّهم يشعرون بالقلق حول الغضب الذي يشعرون به أحياناً، وقال 32٪ منهم إنَّ لديهم صديقاً أو قريباً يعاني من مشاكل في التعامل مع الغضب.
تشتمل القضايا الصحِّية المرتبطة بالغضب المستمرِّ على ارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية، والاكتئاب، والقلق، ونزلات البرد والأنفلونزا، ومشاكل الهضم.
لكن لا يجب أن يكونَ الغضبُ مشكلة، حيث لا بدَّ من السيطرة عليه، ويتحمَّل الشخصُ مسؤوليةَ ذلك.
التعامل مع الغضب
كلُّ شخص لديه ردَّة فعل جسديَّة تجاه الغضب. لذلك، يجب الانتباهُ لاستجابة الجسم عندَ الغضب، واتِّخاذُ خطوات للتهدئة باستمرار:
التعرُّف إلى علامات الغضب
ينبض القلبُ بشكل أسرع، كما يتسرَّع النَّفَسُ، ويتحضَّر الشخص للتصرُّف. وقد تُلاحَظ علامات أخرى أيضاً، مثل التوتُّر أو الشدِّ في الكتفين أو انقباض القبضتين؛ فإذا لاحظ الشخصُ هذه العلامات، يجب أن يخرجَ من المكان الذي هو فيه إذا كان لديه تاريخٌ من فقدان السيطرة.
العدُّ إلى 10.
يوفِّر ذلك الوقتَ للتهدئة بحيث يمكن أن يفكِّرَ الشخصُ بشكل أكثر صفاءً، ويتغلَّب على الدافع إلى التصرُّف.
التنفُّس ببطء
يجب القِيامُ بزفيرٍ لمدَّة أطول من الشهيق، مع الاسترخاء خلال الزفير؛ فالشخصُ يقوم بالشهيق بشكل تلقائي أكثر من الزفير عندما يشعر بالغضب، ولذلك ينبغي فعلُ العكس؛ فهذا سوف يجلب التهدئةَ على نحو فعَّال، ويساعد على التفكير بشكل أكثر صفاءً.
ضبطُ الغضب على المدى الطويل
عندما يصبح الشخصُ قادراً على التعرُّف إلى علامات الغضب، يمكنه تَهدئة نفسه، والبدء بالبحث عن وسائل شاملة للسيطرة على غضبه:
ممارسة التمارين
يمكن خفضُ مستويات الشدَّة والتوتُّر بممارسة التمارين الرياضية والاسترخاء. ويعدُّ الجريُ والمشي والسباحة واليُوغا والتأمُّل من الأنشطة التي يمكن أن تساعدَ على الحدِّ من التوتُّر؛ فممارسةُ التمارين الرياضية كجزءٍ من الحياة اليومية هي وسيلة جيِّدة للتخلُّص من الانزعاج والغضب.
الاعتناء بالنفس
يمكن تخصيصُ وقت للاسترخاء بشكلٍ منتظم، وضمانُ الحصولِ على قدرٍ كافٍ من النوم. ولكنَّ معاقرةَ المخدِّرات والكحول تجعل مشاكلَ الغضب أسوأ، حيث تُنقِص الضوابطَ التي نحن بحاجة إليها لمنعنا من التصرُّف بشكلٍ غير مقبول ونحن غاضبون.
ممارسة الهوايات
يمكن للكتابة والرسم أو أيِّ عمل إبداعي أن يقلِّلَ من التوتُّر، ويساعد على الحدِّ من مشاعر الغضب.
النقاش حولَ موضوع الغضب
يمكن أن تكونَ مناقشةُ المشاعر مع صديق مفيدةً، حيث قد يساعد ذلك على الحصول على وجهة نظر مختلفة عن الوضع.
إلقاء نظرة على طريقة التفكير
لابدَّ من محاولة التخلِّي عن أيَّة وسائل غير مفيدة للتفكير، مثل أفكار “هذا ليس عدلاً”، أو “الناس من هذا القبيل لا ينبغي أن يكونوا على الطُّرُق”، حيث يمكن أن تجعلَ هذه الأفكارُ الغضبَ أسوأ.
إنَّ التفكيرَ بمثل هذه الطريقة يُبقي الشخصَ مركِّزاً على كلِّ ما يجعله غاضباً. لذلك، يجب السعيُ إلى التخلُّص من هذه الأفكار، ممَّا يجعل التهدئةَ أسهل.
لا تستخدم العبارات التي تشتمل على ما يلي:
دائماً (على سبيل المثال، عليك أن تفعلَ ذلك دائماً).
أبداً (أنت لا تستمع لي أبداً).
يجب أن/يجب ألاَّ (“يجب أن تفعَل ما أريد” أو “ينبغي ألاَّ تكون على الطُّرُق”).
ينبغي أن/ينبغي ألاَّ (“ينبغي أن أصلَ في الوقت المُحدَّد” أو “ينبغي ألاَّ أتأخَّر”).
ليسَ من العدل.
الحصولُ على المساعدة
إذا كان الشخصُ يشعر بأنَّه بحاجة إلى المساعدة للتعامل مع الغضب، لابدَّ من مراجعة الطبيب؛ فقد تكون هناك دوراتٌ للتعامل مع الغضب، أو طلب المشورة.
المصدر:موسوعة الملك عبدالله بن عبد العزيز
العربية للمحتوى الصحي