العناصر الخمسة في العلاج السلوكي المعرفي
كلف المدير عبد الإله بإعداد تقرير مُهم لترقيته وأدرك عبد الإله أهمية التقرير فقام بإنجازه بدقة. وفي الصباح الباكر، ذهب عبد الإله إلى المكتب لتسليم التقرير وقام بوضعه على مكتب المدير ثم اتصل بمديره هاتفياً لإبلاغه لكنه لم يجب عليه، فقام بإرسال رسالة نصية ليقرأها المدير لكن دون أن يرد. وبعد ساعة من الزمن، حضر المدير إلى المكتب ولم يلقي التحية المعتادة على عبد الإله وجلس في مكتبه لساعات وتجاهله تماماً، ثم غادر دون أن يتحدث معه.
– ماهو شعور عبد الإله حيال هذا الموقف ؟ – المدير – التقرير
من خلال الموقف السابق نجد أن هناك نموذجين: النموذج الأول والأكثر شيوعاً هو أن الحدث يؤثر بشكل كبير على المشاعر والمزاج.
الحدث والمشاعر
حينما قام المدير بتجاهل عبد الإله عند اتصاله به لتسليم التقرير، أدى ذلك إلى تكوّن مشاعر مختلفة لدى عبد الاله حيال المدير ( غضب، خوف، خيبة أمل، توتر …. )
فما هو النموذج المعرفي السلوكي؟ في العلاج المعرفي السلوكي نجد أن الأفكار لها الجانب الأقوى في التحكم في مشاعرنا وسلوكنا أيضاً.
الحدث والفكرة أو المعنى الذي الذي عرف به الحدث والمشاعر
عندما قام عبد الإله بتسليم تقريره للمدير، وحاول التواصل معه لكن لم يتلق أي استجابة أو اهتمام وبعد تجاهل المدير له، أدى ذلك إلى ظهور أفكار سلبية لديه مثل شعوره بأن المدير يكرهه، وأن تقريريه قد فشل، وأنه موظف غير كفؤ. فنتج عن ذلك شعوره بالغضب والتوتر والإحباط.
الحدث والفكرة والشعور أو المزاج والأعراض الجسدية
يؤدي الحدث إلى ظهور فكرة لدى الشخص، هذه الفكرة تُولد شعوراً معيناً (المزاج)، وينعكس هذا الشعور على الجسم في صورة أعراض جسدية.
شعر عبد الإله بالغضب والتوتر نتيجة للأفكار السلبية التي راودته بعد الحدث، مما أدى إلى ظهور بعض الأعراض الجسدية مثل الخفقان والتعرق.
الحدث والفكرة والمزاج أو الشعور والأعراض الجسدية والسلوك
تُظهر العناصر السابقة ترابطًا وتسلسلًا واضحًا بين الأفكار والسلوكيات. فالفكرة هي اللبنة الأساسية التي تُبنى عليها مشاعرنا، ومن ثمّ سلوكياتنا.
تأثير الأفكار السلبية على السلوك:
فحينما كانت الفكرة سلبية لدى عبد الإله، مثلًا الشعور بالغضب، فإنّ ذلك ينعكس بشكل مباشر على السلوك، ممّا قد يدفع الشخص إلى التصرف بطريقة عدوانية، مثل الصراخ أو ترك العمل.
أما في حال كانت الفكرة أقل سلبية، مثل الشعور بالقلق، فإنّ مشاعر الشخص ستكون أقل حدة، ممّا ينعكس على سلوكه بشكلٍ مُختلف. ففي هذه الحالة، قد يُقدم الشخص على سلوكيات تتوافق مع شعوره بالقلق، مثل التردد أو تجنّب المواقف المُسبّبة له.
يُجسّد المثال السابق مفهوم التكامل المعرفي في العلاج السلوكي المعرفي، حيث يتمّ تحليل الحدث بشكلٍ شامل من خلال خمسة عناصر مترابطة، تُعرف باسم نموذج باديسكي الخماسي (Padesky’s 5 Cs):
الحدث، الفكرة ، المزاج أو الشعور ، الأعراض الجسدية ، السلوك